Tuesday, December 31, 2013

تصميم بلا رجعة


الانتصار علي الخطية يحتاج بلا شك إلي معونة. والسير في الطريق الروحي وفي عمل البر يحتاج أيضًا إي معونة.. معونة.. ونحن نطلب الأمرين معًا في بداية العام الجديد. وإن أرادهما الله في عمل واحد من أعمال روحه القدوس، فليكن لنا كقوله.. وماذا عن طلباتنا أيضًا في العام الجديد؟ لا شك نريد ثباتًا.. نريد فيه تصميمًا علي الحياة مع الله، تصميمًا بلا رجعة

لا تدخل إلي العام الجديد، وعيناك لاصقتان بالعام القديم في كل شهواته وأخطائه ونقائصه. لا تكن مثل امرأة لوط، التي خرجت جسديًا من أرض سادوم، وقد تركت فيها هناك، وعيناها لا تزالان متجهتين نحو سادوم.. ولا تكن أيضًا مثل بني إسرائيل، الذين عبروا البحر الأحمر، وخرجوا من أرض مصر. ولكن عقلهم لا يزال متعلقًا بقدور اللحم التي في مصر، وبالبطيخ والكرات.. لكن أخرج من خطايا ذلك العام بغير رجعة. وفي بداية هذا العام الجديد، أحتفظ في أذنيك وداخل قلبك بالعبارة التي قالها الملاكان للوط وهم يخرجونه مع أسرته من سادوم: وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلاَّ تَهْلِكَ التكوين 19: 17

نعم، لا تقف في كل الدائرة القديمة، بكل ما تحوي من خطايا وعثرات. وبكل ما فيها من ضعفات وسقطات. أهرب لحياتك. لا تنظر إلي الوراء، ولا تمس نجسًا.. وقل للرب عن العام الماضي كله: هذه العام الماضي كله، سأدفنه يا رب عند مراحمك الكثيرة

سألقيه كله في لجة محبتك. سأتركه في المغسل الإلهي، حيث يغسل الرب نفسي فتبيض أكثر من الثلج. لست أريد من ذلك العام شيئًا. أنا متنازل عنه كله. حتى أن كانت لي فيه فضيلة معينة، فهذه أيضًا لا أريدها

كل ما أريده يا رب، هو أن أبدأ معك من جديد

أريد أن أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ. رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 3: 13. أريد أن أبدأ معك بداية جديدة، كما بدأت بنعمتك مع نوح، بعد أن أزلت الماضي القديم كله، وغسلت الأرض من أدناسها.. هذا الماضي القديم كله، أنا متنازل عنه. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. متى 6: 34

أما العام الجديد، فأريد أن أبدأه بالرجاء

ربما يحاربني الشيطان باليأس. ويقول أنت هو أنت، في يدي، لا تخرج. ولن تستطيع أن تغير طباعك القديمة أو تتخلص من نقائصك

نعم، أنا لا أقدر. ولكن الله يقدر. وأنا لي رجاء في الله، وفي عمله معي.. وأنا لست وحدي في هذا العالم الجديد، لأن الآب السماوي معي

سأبدأ هذا العام الجديد، معي روح الله القدوس

ومعي نعمة ربنا يسوع المسيح. ومعي من ملائكة السماء ومن أرواح القديسين ومن صلوات الكنيسة المنتصرة.. ومعي أيضًا وعود الله الصادقة. معي وعود الله المحب الرءوف.. والله أمين في كل مواعيده، لا يرجع عن شيء منها

وأنا سأتمسك بوعود الله، وأطالبه بها، وعدًا وعدًا: يكفيني أن أضع أمام الله ما وعد به في سفر حزقيال النبي. وأقول له في دالة الحب: ألست أنت القائل: وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ. حزقيال 36: 26

أين هو هذا القلب الجديد، الذي وعدت به يا رب؟ وأين هذه الروح الجديدة؟ سامحني يا رب واغفر لي، أن قلت وأنا تحت إقدامك: أنت مديون لي بهذه المواعيد. وأنا سأطلبك بكلامك.. حقًا إنني مسكين وفقير ولا أملك شيئًا. ولكني أملك مواعيد. أملك محبتك المجانية التي وهبتني إياها. أملك عهدك معي، وقولك الإلهي: مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ أُطَهِّرُكُمْ.، وَأَجْعَلُ رُوحِي فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَجْعَلُكُمْ تَسْلُكُونَ فِي فَرَائِضِي، وَتَحْفَظُونَ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَ بِهَا. حزقيال 36: 25، 27

ولعل الرب يقول: أعطيتك قلبًا جديدًا، فرفضت أن تأخذ

أو لعله يقول: جعلت روحي في داخلك. ولكنك أحزنت الروح، وأطفأت الروح وقاومت الروح. فأنت المديون بهذا كله. نعم يا رب أنا أعترف بهذا. ولكن لا تتركني لضعفاتي. وأن أخطأت، فلا تتركني لخطاياي ولا تحاسبني عليها، وإنما أنقذني منها. فأنت الذي قلت عن سلبياتنا: من كل نجاستكم أطهركم. وأنت الذي قلت عن الإيجابيات: وأجعلكم تسلكون في فرائضي. وأنا متمسك بكل هذا. وأن كنت أنا ضعيفًا عن حفظ ملكوتك في داخلي، وأن كنت مديونًا لك، إلا أني أقول لك: تقلد سيفك علي فخك أيها الجبار، أستله وأنجح وأملك.. تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ أَيُّهَا الْجَبَّارُ، جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ. المزامير 45: 3

العمل ليس عملي، وإنما عملك أنت. تعال إذن وأملك.. أنزع بنفسك القلب الحجر، وامنح القلب الجديد، وأعطني أن أستسلم لعملك في، كما يستسلم المريض لمشرط الطبيب، فيقطع منه ما يلزم قطعه، ويصل ما يحسن وصله. وهو بلا إرادة ولا وعي تحت مشرطه فلأكن يا رب هكذا معك، وأعطني قلبًا جديدًا


المرجع

كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث
تصميم بلا رجعة


Share

Tuesday, December 17, 2013

رصيد السعادة - القدِّيس أغسطينوس






 ولكن لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية، ليكون فضل القوة لله لا منا   -   2 كو 4: 7
 
أولاً اِرجع إلى نفسك ممَّا هو خارج عنك، واَعد نفسك إلى خالقك، فإنه هو رصيد سعادتنا وصلاحنا الكامل

أن تعبد الله هو أن تحبه، وأن تشتهي أن تراه وأن تترجى وتؤمن أنك ستراه. هذا هو الشوق إلى السعادة، أن تبلغ إليه إذ هو السعادة عينها
اسأل نفسك: إلى أي مدى يزداد حبك؟ الإجابة هي أن قلبك هو معيار تقدمك
الآن نحن نراه بطريقة غامضة، إذ يتزايد حبنا، لكن عندئذ سنراه بوضوح

أيُّها الأحباء، لا يأتي هذا الحب إلينا بمحض اختيارنا، بل بالروح القدس المُعطى لنا، إذ كيف يمكننا أن نلتصق بالله إن لم يتحدَّث الروح القدس إلى قلوبنا؟
هناك لا توجد بعد خطية، ولا يوجد شيء باطل، بل سنلتصق به بالحب، ذاك الذي نئن مشتاقين إليه. سنعيش إلى الأبد في تلك المدينة التي نورها الله، ونجد فيه تلك السعادة التي نجاهد الآن من أجلها



اَحملني إلى أعماقي، فأدرك سرٌ سعادتي
أراك داخلي، كنزي الحقيقي،
فلن يقتحم العالم أفكاري،
ولا أجد لذَّة إلاَّ فيك!



Share

Monday, December 16, 2013


آيات و اقوال الآباء






أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً.

إشعياء 42: 16

 

طبعت ملامحك علينا! لقد أوجدتنا علي صورتك ومثالك لقد جعلتنا عملتك، لكن لا يليق بصورتك أن تبقي في الظلام

القديس اغسطينوس

Share

Tuesday, December 10, 2013

يسوع آت


لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ. هوشع 6: 3

هوشع معنى اسمه: خلاص، يحدثنا كيف يعلن الله عن خلاصه من خلال اختباراتنا الشخصية. فمن خلال المأساه في بيته الخاص، ومن خلال خيانة الأمة، تعلم هوشع عن قلب الله، وأن حكمته وطريقه صحيحان.. مَنْ هُوَ حَكِيمٌ حَتَّى يَفْهَمَ هذِهِ الأُمُورَ، وَفَهِيمٌ حَتَّى يَعْرِفَهَا؟ فَإِنَّ طُرُقَ الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ، وَالأَبْرَارَ يَسْلُكُونَ فِيهَا، وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَيَعْثُرُونَ فِيهَا. هوشع 14: 9. وتعلم أن الله في النهاية سيكون رجاء شعبه لأن مجيئه أكيد ورجاءه يمكن الوثوق فيه

من ٳنجيل متى حتى سفر الرؤيا يتحدث في آيات عديدة (قرابة 25 آية تقريباً) عن مجيئه. ٳن رجوعه سيكون شخصياً وأمراً مجيداً. ماران آثا

ما ألمع هذا الرجاء المبارك: يسوع آت

لنرفع رؤوسنا لأن يسوع آت! هناك سيكون الصباح لامعاً جداً وصافياً، وسنذهب ٳلى بيت الآب، و هكذا نكون كل حين معه

أفرح أيها المؤمن لأن مجيئه صار قريباً جداً. فان خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا. قد تناهى الليل وتقارب النهار


فقد تناهى الليل  .:. والصبح دنا جداً
والرب آت مسرعاً  .:.  لينجز الوعدا
 
ٳذ قلبه المشتاق لا  .:.  يحتمل التأخير
فعاجلاً يأخذك  .:.  لمجده المنير


Share

Monday, December 2, 2013

آيات و اقوال الآباء





لا يدع رجلك تزل. لا ينعـس حافظك 
مزمور 121: 3


ليس أقوى من الذي يتمتع بالعون السماوي
كما انه ليس أضعف من الذي يُحرم منه

القديس يوحنا ذهبي الفم




Share

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter