Sunday, February 26, 2012

التجربة


  التجربة


دعنى أهمس فى أذنك .. وأقول لك
إن طال زمن تجربتك فأنت مميز عند الله !!
فنحن لا نعرف جدول مواعيد الله ، لكننا نثق
ونعلم يقيناً، أننا موضوع إهتمامه الشخصى
ورعايته وتدبيره ...

برغم إنشغاله بتدبير العالم كله

إن طال زمن تجربتك فأنت لازلت قادر على الإحتمال
وعين يسوع لم ولن تغيب عنك لحظة !!


إذ هو يتأنى عليك حتى تأتى التجربة بثمارها فى حياتك
حياة أبدية ، وخبرات روحية عميقة ، وآلام تشفى
الجراحات القديمة فتزداد نقاوة !!

هو يمحصك فى نار التجربة

...
لكى يزداد معدنك بريقا ولمعاناً
ولولا أنك مميز عند الله ... وغالى جداً ...
ماكان إهتم هكذا بنقاوتك ... وبريق معـــدنك !!


إن طال زمن تجربتك فأنت قــــــوى
إن طال زمن تجربتك فأنت لازلت قادر على الإحتمال
إن طال زمن تجربتك فأنت مميــز عند الله
إن طال زمن تجربتك فأنت حبيب المسيح

وها هو ينعم عليك بالآم لكى تشاركه آلامه

وهو حتما سيشركك أيضا فى المجد ....
والذى يصبر إلى المنتهى .... هذا يخلص ...


فطوبــاك إن طال زمن تجربتك
سوف تكون شجرة كبيرة مثمرة ، وسوف تأوى إليك
طيور السماء ، فتجد بين أغصانك الدفء والرحمة
والمحبة والتودد واللـــــــــطف !!


فالذى تذوق الألم هو وحده القادر أن يعين المتألمين
«من يضعف وأنا لا أضعف
من يعثر وأنا لا ألتهب » ؟!! (2كو 11 : 29 )


والذى تجرع مرارة ومذلة الضعف ، هو أقــدر الناس على إحتمال ضعفات الآخرين ورفعهم وتشجيعهم

إذ هو يملأ قلوبهم بالفرح والرجاء

... وهو مشفق عليهم ويلتمس لهم الأعــــذار !!

«


أنا أعلم أنكم بجهالة فعلتم كما رؤسائكم أيضاً »
(بطرس لليهود فى أع 3 : 10 )


وإله كل نعمة الذى دعانا إلى مجده الأبدى
فى المسيح يسوع ... بعدما تألمتم يســـيراً
هو
يكملكم
ويثبتكم
ويقويكم
ويمكنكم
له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين
آمـــــــــين (ابط 5 : 10)

منقول من سلسة نبذات الرجاء

Share

Sunday, February 19, 2012

الله غير المحدود - بقلم: البابا شنودة الثالث


    قداسة البابا شنودة الثالث

الله غير المحدود

(جريدة الأهرام يوم 19/2/2012)

إن الله تبارك اسمه له صفات كثيرة‏,‏ ولكنه في بعض هذه الصفات ينفرد بها وحده‏,‏ فمثلا صفة الله كخالق‏.‏ فهو وحده الخالق ولا ر محدودة والمعرفة.

نستطيع بعد هذه المقدمة أن نضع هذه القاعدة, وهي أنه من صفات الله الخاصة به وحده أنه غير محدود في المكان والزمان وفي القدرة وفي العلم وفي المعرفة وفي كل شيء.
الله غير محدود من جهة المكان والزمان, فهو موجود في كل مكان, ولا يحده مكان, ولا يسعه مكان. هو في الكون كله: هو في السماء وعلي الأرض وما بينهما. هو في الجو وفي أعماق البحر, السماء هي كرسي الله, والأرض هي موطئ قدميه. هو في كل مكان, حيث يري ما يفعل الناس, ويسمع ما يقولونه. كل إنسان مضبوط أمامه. لا يستطيع أن يختفي. كما يقف البشر أمام الله علي الأرض, هكذا أيضا يقف الملائكة أمامه في السماء, أمامه القديسون يسبحون بطهارة قلوبهم, وأمامه أيضا الأشرار في أماكن شرهم. إن أشعة الشمس تدخل في الأماكن الطاهرة كما تدخل أيضا في الأماكن القذرة لكي تطهرها وتقتل جراثيمها ولا تؤثر عليها قذارتها ولا تتأثر بها.

ولأن الله في كل مكان لا نقول إنه يصعد أو يهبط, ولا نقول إنه يمشي أو يتحرك. فإن صعد, إلي أين يصعد؟ وهو موجود من قبل في المكان الذي يصعد إليه! وإن قلنا إنه ينزل إلي مكان ما, فهو بلا شك موجود من قبل في ذلك المكان الذي سوف ينزل إليه, وهو لا يمشي ولا يتحرك. لأنه في كل مكان, لا يفارق موضعا إلي موضع آخر. إنه مالئ الكل, وإن وجدت آيات في الكتاب المقدس تحمل مثل هذا التعبير, فإنها لكي تقرب المعني إلي عقولنا البشرية. أو تعني ظهوره في المكان الذي يقال أنه نزل إليه أو ظهر فيه أو عمل فيه عملا.

فهو لا يأتي إلي مكان, ولا يفارق مكانا, ولا ينتقل من مكان إلي مكان, لأنه موجود في كل مكان, وفي كل وقت, وهو لا يأتي إلي مكان لأنه موجود في المكان الذي يقال إنه أتي إليه. إنما يظهر فيه, أو يعلن وجوده فيه, فيقال أنه أتي إليه.
عندما سلّم الله وحي الشريعة لموسي علي الجبل, كان في نفس الوقت في السماء وعلي الأرض, وأيضا عندما كلّم أبانا إبراهيم ودعاه... ويسري هذا المنطق علي كل لقاءات الله مع البشر منذ أيام أبينا آدم وعلي مر الأجيال كلها. إنه غير محدود من جهة المكان.

كذلك الله أيضا غير محدود من جهة الزمان. إنه أزلي أي لا بداية له. والأزلية هي من صفات الله وحده لا يشاركه فيها أحد. لأن كل الكائنات الأخري هي مخلوقات. وكل مخلوق له بداية وقبل تلك البداية لم يكن له وجود.
ولأن الله أزلي, فهو واجب الوجود, وهو موجود بالضرورة. فوجوده ضرورة تفسر وجود باقي الكائنات.

وكما أن الله أزلي, فهو أيضا أبدي. فهو غير محدود من جهة الزمن, بلا بداية ولا نهاية, ولذلك يوصف أيضا بأنه سرمدي. أنه لا يدخل في نطاق الزمن ولا مقاييسه. لأنه فوق الزمان. بل هو خالق الزمن. ونفس هذا الكلام يقال عن عقل الله وروحه. نعم يقال عن عقل الله الذي كل شئ به كان, وبغيره لم يكن شئ مما كان.
وكما أن الله غير محدود من جهة المكان والزمان, كذلك هو غير محدود من جهة القدرة.
ـ فمن جهة القدرة نقول: إن الله كلي القدرة, أو أنه قادر علي كل شيء ولهذا نقول: إن كل شئ مستطاع عنده, وأن غير المستطاع عند الناس هو مستطاع عند الله.
ومن هنا نؤمن بالمعجزات. وقد سميت المعجزات بهذا الاسم لأن العقل البشري يعجز عن تفسيرها. إنها ليست شيئا ضد العقل, إنما هي فوق مستوي العقل تدخل في قدرة الله غير المحدود.

ومن قدرات الله غير المحدودة قدرته علي إقامة الموتي. ليس فقط في إقامة أشخاص معينين من الموت. بل بالأكثر القيامة العامة في أخر الزمان. إقامة كل البشر منذ أبوينا آدم وحواء. بل كل الذين تحولوا إلي تراب, والذين تحللت أجسادهم وامتصتها الأرض. كلهم سيقومون جميعا, ويقفون أمام الله يوم الحساب بأرواحهم وأجسادهم... إنها قدرة غير محدودة يقف أمامها العقل البشري مبهوتا ومذهولا.

إن الله ليس فقط قادرا علي كل شئ, بل هو أيضا مصدر كل قوة. هو الذي يهب القدرة للملائكة, الذين يستطيعون أن ينتقلوا من السماء إلي الإرض في لمح البصر, والله هو أيضا الذي وهب قديسيه قوة لصنع المعجزات كالقوة التي وهبها لموسي النبي حينما ضرب البحر بعصاه. وكالقوة التي أقام بها إيليا أبن أرملة صرفة صيدا من الموت. إنها معجزات ليست بقوتهم البشرية إنما بقوة الله.

إن الله القادر علي كل شئ, هو الذي وهب العقل البشري قدرات عجيبة. والله الذي يهب القدرة, هو قادر أيضا أن يسحبها متي شاء. هو الذي وهب شمشون الجبار قوة جسدية فائقة للوصف. وعندما كسر شمشون نذره بعد أن باح به لدليلة, سحب الله منه تلك القوة. فأذله أعداؤه.
الله أعطي القوة للنار أن تحرق. ولكنه في قصة الثلاثة فتية القديسين الذين ألقاهم الفرس في النار, لم يسمح الله للنار أن تؤذيهم, وشعرة واحدة من رؤوسهم لم تحترق.

نقول أخيرا إن الله سمح أن يكون للشيطان قوة. ولكن الله وضع حدودا معينة لقوة الشيطان, كما يظهر ذلك في قصة أيوب البار. وأيضا في التجربة علي الجبل قال الرب أخيرا للشيطان: أذهب يا شيطان. فذهب ولم يستطع أن يخالف. ولا ننسي المعجزات الكثيرة الخاصة بإخراج الشياطين, ولعل من بينها قصة لجئون. علي أن مصير الشيطان واضح أنه في يد الله الكلي القدرة الذي سيلقيه أخيرا في بحيرة النار والكبريت


Share

Thursday, February 16, 2012

عيد دخول المسيح إلى الهيكل



عيد دخول المسيح إلى الهيكل

تعيِّد الكنيسة بدخول المسيح إلى الهيكل؛ وهو البكر والابن الوحيد الممسوح من الآب... تقدَّم ليطيع ظلال الناموس ويقدم ذبيحة بحسب ما كانت العادة حينئذٍ؛ بينما هو غير محتاج أن يقدم ذبيحة لأنه هو الذبيحة الحقيقية؛ الذي ظهر في الوقت المعيَّن ليخلص الذين هلكوا؛ وليكون نور إعلان رحمة الأمم وفداء إسرائيل؛ الذي يتقد خلاصه كمصباح وسراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبنا... تقدَّم إلى الهيكل كأعمق ما تحمله فريضة تقديم الأبكار من معانٍ؛ صائرًا تحت الناموس ليكمل كل بر وليعتق ويفتدي الجميع من لعنة الناموس... صعد إلى الهيكل لكي يتكرس كحق الله؛ وقدم نفسه رائحة زكية عطرة لكي يقدمنا نحن إلى الله الآب ويمحو العداوة التي استحكمت وينزع عنا سلطان الخطية .
 
كان هذا الاحتفال في جوهره عملية تكريس وصعود وتقدمة وذبيحة بذل وقرابين وعبور فصحي... عندما حُمل المسيح إلى الهيكل وهو رضيع على صدر أمه؛ التي قدمتْ ما أعطاها الله إياه - كما نصلي نحن ونقول "نقدم لك قرابينك مما لك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال... لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك – بينما هو التقدمة الوحيدة المعتمدة؛ التي جعلتنا قريبين بدمه سالكين في نور وجهه ورحمته؛ وإليه تأتي أطراف الأرض ليجدوا عونهم ومجدهم.
 
وفي هذا العيد التكريسي يُقدَّم الابن المتجسد لله أبيه كمثل أعلى للتكريس؛ في هيكل قدسه... عندما أكملت أمه العذراء خادمة المشورة الإلهية أيام تطهيرها الأربعين. حملته على ذراعيها وهو حامل كل الأشياء بكلمة قدرته؛ وهو كلمة الله الجالس عن يمين أبيه؛ لكنه جاء إلى الهيكل محسوبًا بين الأبكار بحسب الناموس... تقدم كقدس وكمكرَّس لله بينما هو الممجد والمتعجب منه بالمجد. حملته أمه وهو قابل الكل مع قربانه؛ ليأتي بالذبيحة لهيكل القدس وليتمم صناعة عادة الناموس؛ وهو سيد الناموس وواضعه... وقد أبطل بذبيحته كل ذبائح العهد القديم وشرائعه الطقسية وأحكامه التطهيرية؛ التي كانت رمزًا لذبيحته التي قدمها بروح أزلي لكي يطهر ضمائرنا من أعمالها الميتة؛ ولكي نخدم الله الحي ويطهرنا من خطايانا مطهِّرًا ومقدِّسًا إيانا بغسل الماء بالكلمة.
 
وتقديم المسيح للهيكل هو (فعل ذبائحي) يتزامن مع تطهير أمه القديسة وتقديمها زوج يمام وفراخ الحمام؛ عندما أكملت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى؛ وكان عمر المسيح أربعين يومًا؛ وبينما أمه كلية الطهر أداة الولادة لم تخضع لقوانين الطبيعة؛ فقد ولدته وهي عذراء وبتوليتها مصونة؛ والمولود منها من الروح القدس هو البريء من خطية آدم؛ لكنه أتى إلى الهيكل لإعلان تكريسه وليكمل ما أتى من أجله؛ تكريسًا كاملاً كليًا؛ فصحًا بريئًا؛ فصحًا شريفًا من العيب. بذل به نفسه التي لم تخطئ فداءًا لكل الخطاة؛ وشفع في المذنبين ووهب الخلاص المجاني لكل من يؤمن ويقبَل... وهو الذبيحة الكاملة الفريدة التي تحققت بها وفيها كل ذبائح العهد القديم كظلال ورموز للمرموز إليه؛ مخلصنا الصالح ومنقذنا الوحيد ومنجي نفوسنا من المُهلك.
 
لقد جعل التدبير الإلهي من دخول المسيح إلى الهيكل يومًا احتفاليًا... فها هو سمعان الشيخ البار التقي الذي ينتظر تعزية إسرائيل؛ امتد به العمر طويلاً ليخدم عظمة سر التقوى... ولأنه كاهن قبة التقديس؛ لذلك كان الروح القدس عليه؛ فساقه وقاده لدخول الهيكل لحظة حضور العذراء حاملة المسيح المسيا... وبعد التطهير والذبح والإحراق ورش الدم؛ تعرَّف هذا الحبر البار والنفيس على المسيح في الحال؛ وبجراءة وقدوم أخذه بدالة على ذراعيه؛ وحمل سيد الكل؛ ليتحقق وعد الله له بأن يبقى إلى أن تكتحل عيناه بمرأى مخلص العالم... فروح الله روح النبوة الكاشف الآتيات والحاضرات جعله ينتظر التعزية بتقوى؛ ويتأهل باستعداد للانطلاق من سجن الجسد... فسار بخطوات سريعة ولم يكن إتيانه إلى الهيكل إعتباطيًا أو مجرد صدفة؛ لكنه كان مسوقًا بإلهام من الروح القدس؛ حيث تعرف على المسيح وسط مئات الأطفال ورأى الخلاص رؤية العين؛ وأمسك بالحياة الأبدية بين ذراعيه؛ عندما مد يديه المباركتين نحو سيد الكل وحمل على يديه الذي أخذ بشريتنا على عاتقه؛ وعوضًا عن أن يباركه مثل بقية الأطفال؛ انحنىَ ليتبارك منه "لأن الأصغر يُبارَك من الأكبر" (عب 7:7)، فلم يكن سمعان الكاهن هو الذي يقدمه لله؛ بل سمعان قُدِّم لله بواسطته.
 
ساروا به في الهيكل وهو الذي لا تسعه السموات العُلا والذي يسيِّر الأفلاك والنجوم على هُداه... أتت العذراء تحمله وأعطته ليد سمعان الكاهن؛ فهو سر مجدنا وخلاصنا وإكليل فخرنا... حملا الذي يحمل المسكونة كلها على كفه والذي يعلق الأرض على لا شيء... كنز الحياة حملوه طفلاً على الأذرع وسندوا رأسه التي تسند الأكوان وتقيم الجبال الرواسي؛ فلا تميد!! نظروا الأذرع التي فكت أسر الخليقة كلها والوجه الأبرع جمالاً من بني البشر؛ والذي ترتاع الخليقة كلها عندما يحتجب عنها... نظروا عينيه كهدب الصبح وفمه الذي تخرج منه المصابيح؛ واشتموا طيبه كمنبع الطيب والعطر الذي يجعل البحر كقدر عطارة.
ففي وسط البر والتقوى والخلاص والبركة والوعد والانطلاق يأتي المخلص لكل من يتوقعه ويترقب حضوره في سعي وانتظار واثق "عَزُّوا عَزُّوا شعبي... طيِّبوا قلب أورشليم... جهادها كمُل... إثمها قد عُفي عنه" (إش 1:40).
فعندما بحث سمعان عن مسيح الرب وحمله واحتضنه؛ حمل الحياة ذاتها بيديه الشائختين... احتضنه وطلب منه الانطلاق وسأله أن يحله من رباط الجسد... لينطلق الطير وينكسر الفخ ويرقد بشيخوخة مباركة؛ تتردد ظفراتها الأخيرة "الآن أطلق عبدك أيها السيد؛ لأن عيني قد ابصرتا خلاصك الذي أعددته قدام كل الشعوب".
 
لقد قدم سمعان الشيخ شهادة للخلاص الشامل المقدَّم لجميع الشعوب والأمم؛ بأن الصبي المولود سيميِّز بين فريقين؛ إذ قد وُضع لسقوط (الرافضين) وقيام كثيرين (المؤمنين)؛ لأن علامة صليبه تُقاوَم "لا صورة له ولا جمال مُحتقر ومخزول ورجل أوجاع ومختبر الحزن"... أنه صخرة عثرة وحجر صدمة وكل من يؤمن به لا يعاقب ولا يخزى؛ وتأديب سلامنا عليه وبجراحاته شُفينا. ستُعلن أفكاره في قلوب كثيرة؛ سواء ممن سيؤمنون أو ممن سيقاومون... أمّا يوسف وأمه كانا يتعجبان مما قيل فيه؛ وما ورد أمامهم من شهادة نبوية عن سر الصبي والسيف (رومفايا) أي السيف الكبير الحاد الذي سيجوز في نفس العذراء أمه؛ وهو ما اختبرت مرارته وتجرعتها عند الجلجثة يوم الصليب؛ كما سبق وأُخبرت به.
 
في عيد دخولك يا سيدنا إلى هيكلك نطلب منك وأنت إله ورب الهيكل؛ أن تأخذنا إلى جمال عيدك لنذوق عجيبة خلاصك من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا... كي نعاين جلالك وتسهل لنا طريق التقوى؛ فيكون انطلاقنا وخروجنا من هذا العالم مُفرحًا... من غير خوف ولا خجل ولا وقوع في الدينونة... نسألك أن تمنحنا امتياز رؤيتك وحملك قبل أن نعاين الموت؛ كي نعانقك فنستريح؛ ونباركك؛ فتتقدس العجينة كما أن الأصل مقدس؛ ويتقدس الغصن كما أن الكرمة مقدسة... نتقدم إلى هيكلك لنكون وقفًا أبديًا مكرسًا لك وذبيحة حية مرضية عندك؛ بحُسن عبادة عقلية... أنك حاضر أبديًا وليس لمُلكك انقضاء؛ تمنحنا حياة أصيلة ذات معنى وقيمة؛ قبالة تعقيدات هذه الدنيا وأخطارها... فنصغي لهمساتك الإلهية ونتبعك بكل قلوبنا؛ ونخافك ونطلب وجهك حتى نرجع إلى البيت الأبدي وننطلق إلى المدينة التي لها الأساسات؛ فعندما نأخذك نُمسِك بالحياة ونرى كل شيء من خلالك؛ ومن ثم نقبل أنفسنا ونتصالح مع الكل ويصير تمجيدنا غير منقطع.
 
يا رب في عيدك صيِّرنا مكرَسين لك وعندك؛ واقبلنا تقدمة لك على مذبحك المقدس الناطق السمائي؛ عاملين بأوامرك المقدسة كمسرة أبيك... لأننا في كل دورة حمل ندور حول مذبحك مشاركين سمعان الكاهن البار؛ مقدمين المجد والإكرام (مجدًا وإكرامً؛ إكرامًا ومجدًا) حاملين بشارة خلاصك في أرجاء الأرض؛ مقدمين ذبائح ونذور معقولة لك؛ لأنك قطعت قيودنا ونقلتنا إلى عبادة الروح؛ مُشرقًا علينا بنورك العجيب؛ فنتقرب ونتقدس لك يا قابل القرابين؛ التي بدلاً عنا قدمت ذاتك؛ فإسمح أن نتقدم إلى حضرتك قارعين باب تعطفك؛ كي تُظهر في نفوسنا الشقية مجد أسرارك الخفية

القمص أثناسيوس چورچ 

Share

Tuesday, February 7, 2012

آيات وأقوال الابا ء







آيات وأقوال الابا ء


 رجال نينوي سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا أعظم من يونان ههنا.
مت 12: 41




لأن يونان كان عبداً للرب، أما أنا فإني السيِّد. ذاك خرج من الحوت، أما أنا فأقوم من الموت. ذاك أعلن الخراب لنينوى، أما أنا فأتيت مُبشِّراً بأخبار الملكوت السارة. أهل نينوى آمنوا بدون أية آية، ولكنني أجريت آيات كثيرة. إنهم لم يسمعوا أكثر من هذه الكلمات: «بعد ثلاثة أيام تنقلب نينوى»، أما أنا فقد أعطيتكم ينبوعاً لكل نوع من التعاليم وإنكار الذات. يونان مُرسَل كسفير لِمَن أرسله، ولكنني أنا السيِّد نفسه ورب الكل، وقد جئت لا لكي أُهدِّد، ولا لكي أنتزع كرامة لنفسي من الناس؛ بل ها أنا آتٍ لكم بغفران خطاياكم.
 

  
 القديس يوحنا ذهبي الفم




Share 






 

Sunday, February 5, 2012

يونان النبى


تأملات فى سفر يونان النبى
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث  


اللــه يستخدم الكل
    . لقد عصى يونان أمر الرب ، وهرب راكبا السفينة ، ولكن الله الذى " يخرج من ىلآكل أكلا ومن الجافى حلاوة " 
( قض 14: 14 )
الله الذى يستطيع أن يحول الشر إلى خير استطاع أيضا أن يستفيد من عصيان يونان ... 
إن كان بسبب طاعة يونان سيخلص أهل نينوى ، فإنه بعصيان يونان يمكن أن يخلص أهل السفينة!!
 فقام يونان ليخرج إلى ترشيش من وجه الرب . فنزل إلى يافا ، فوجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش ، فدفع أجرتها ، ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب " 
 لم يستطع أن يطيع الرب فى هذا الأمر ، وهو النبى الذى ليس له عمل سوى أن يدعو الناس إلى طاعة الرب .

وكأن الله يقول له : هل تظن يا يونان أنك قد هربت منى ؟ كلا . أنا سأرسلك إلى ركاب السفينة ، ليس كنبى ، ولا كمبشر ، ولا كصوت صارخ يدعو الناس إلى التوبة ، وإنما كمذنب وخاطىء وسبب إشكال وتعب للآخرين ، وبهذه الصورة سأخلصهم بواسطتك .

هل ركبت البحر فى هروبك يا يونان ؟ إذن فقد دخلت فى دائرة مشيئتى أيضا . لأننى أملك البحر كما أملك البر ، كلاهما من صنع يدى . وأمواج البحر ومياهه وحيتانه تطيعنى أكثر منك كما سترى. 
على أن يونان لم يهرب من المهمة اشفاقا على نينوى ، من الهلاك ، بل على العكس هرب خوفا من أن تبقى المدينة ولا تهلك ... 
لم يتشفع فيها كإبراهيم عندما تشفع فى سدوم . بل أنه حزن واغتاظ واغتم غما شديدا ، ورأى أن الموت هو أفضل لنفسه من الحياة ، كل ذلك لأن الله لم يتمم انذاره ويهلك المدينة
 
بحارة أمميــــون كانوا أفضل من يونان النبى
ما أعجب أهل هذه السفينة التى ركبها يونان .. حقا كانوا أممين ، ومع ذلك كانت لهم فضائل عجيبة فاقوا بها النبى العظيم . وفيهم تحقق قول الرب " ولى خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ، ينبغى أن آتى بتلك أيضا فتسمع صوتى . وتكون رعية واحدة وراع واحد " ( يو 10 : 16 ) .

فضائل أهل السفينة .

  أول صفة جميلة فى بحارة هذه السفينة أنهم كانوا رجال صلاة .+
 صفة جميلة ثانية نجدها فى أهل السفينة أنهم كانوا يبحثون عن الله .
+
 صفة جميلة ثالثة وهى أنهم كانوا رجال بساطة وإيمان .. لم يكتفوا بالصلاة ، وإنما أيضا ألقوا قرعة ...+
كانوا أيضا أشخاصا عادلين لا يحكمون على أحد بسرعة ، بل إتصفوا بطول الأناة وبالفحص وإرضاء الضمير ..
+
 
+ وكما كان ركاب السفينة عادلين ، كانوا أيضا فى منتهى الرحمة والشفقة : 
كانوا يوقنون أنه مذنب ويستحق الموت ، ومع ذلك لم يكن سهلا على هؤلاء القوم الرحماء ، أن يميتوا إنسانا حتى لو كان هو السبب فى ضياع متاعهم وأملاكهم وتهديد حياتهم بالخطر ..
قال لهم يونان : " خذونى واطرحونى فى البحر ، فيسكن البحر عنكم ، لأنى عالم أنه بسببى هذا النوء العظيك عليكم " ...
لقد بذلوا كل جهدهم لإنقاذ الرجل الخاطىء من الموت ، ولكن دون جدوى .
وإذ تحققوا أن هذه هى مشيئة الله ، وأنهم لا يستطيعون أن يقفوا ضد مشيئته ، " أخذوا يونان وطرحوه فى البحر ، فوقف البحر عن هيجانه
" .... 

+
من كل ما سبق يتضح أن هؤلاء البحارة كان لهم ضمير حساس نقى ، وأنهم أرادوا بكل حرص أن يقفوا أمام ضميرهم بلا لوم . 
+ كانت لهؤلاء الناس قلوب مستعدة لعمل الله فيها : كانوا يتلمسون إرادة الله لتنفيذها . ولما وقف هيجان البحر بإلقاء يونان فيه ، تأكدوا من وجود الله فى الأمر ، فآمنوا بالرب ، وذبحوا له ذبيحة ، ونذروا له نذورا .. وفى إيمانهم بالرب لم يؤمنوا فقط أنه هو الرب ، وإنما بتقديمهم للذبيحة أعلنوا أيضا إيمانهم بالدم والكفارة ..
وهكذا كسب الله المعركة الأولى ، وتمم خلاص أهل السفينة بعصيان يونان بقيت فى خطة الله للخلاص مسألتان هامتان أخريان : وهما خلاص أهل نينوى ، وخلاص يونان .





Share

Thursday, February 2, 2012

حكاية خالتى حكيمه




حكاية خالتى حكيمه

للأب القمص أفرايم الانبا بيشوى

ليه قريبه عزيزة عليا، بناديها يا خالتى حكيمه ... 

هى حقيقى اسم على مسمى ، تقوليش يا اخويا هما عرفوها
يوم ما ولدت وجو يسموها، انها هتكون فى الدنيا حكيمه.
ولا هى كبرت على الاسم؟، قالت لازم اكون فى الدنيا لى الرسم !
اصلى الاسم بيدى لصاحبه المعنى، كلمه قلوها قديم فى المغنى.
خالت
ى حكيمة ولدت فى أيام ما قامت ثورة سعد زعلول
وعاشت لحد ما ماتت تقرش بضروس قويه الفول
جوزوها وهى صبيه ، وجابت فى حياتها دسته أولاد صبيان
وتلاته بنات بين الفتيان ، اصلى زمان كانوا يحبوا الخلفه.
خالتى حكيمة كان علامها فى الكُتاب. مكنش البنت زمان تتعلم
بس صدقونى ذكرتها كتاب، حافظه الإنجيل من الجلده للجلده

ومعاه حافظه كتب تراتيل ومن غير حسد الابصلموديه بالقبطيه
وكل حكايه روحية وكمان سير القديسين اللى بصلواتهم للان عايشين.
ودلوقتى وصلوا احفادها للسبعين وبتقول ربى يذيد ويبارك
تعبت فى الاخر حبه، وضعف النظر اصله ما بيستخبه
قالو على عنيها ميه بيضه ومعدتش تشوف تقرأ فى الكتاب 
قالتلى اما رحت ازورها، صدقنى مكنتش عاوزه أتعالج،
ولا عاوزه سفر ومعالج، ويكفنى نور البصيره وأفضها سيره.
هو انا بعد ما شبت وعجزت رايحه ارجع أكون بنت ،
ولا اعمل زى القطه ، كل يوم تاخد اولادها لحته.
انا عاوزه اموت فى بلدنا، انا فى هدوئها بعيش فى الجنه

بعيد عن مصر ودوشتها ومن خفت راسه تعبت رجليه،
أصلى انا ولد ولدى البيه، جابنا هنا لدكتور شاطر.
قُله يا ابونا يرجعنى لبلدى. هنا راسى عم  توجعنى .
قلتلها حقوله واحكيله ، بس قولى لى كام حاجه.
من اللى شفتيه فى حياتك، نكتبها للتسجيل والذكرى
قالتلى شوف يا ابونا ... يسوع دا عريس نفسى .
أكتب عنه وقول للناس، دا كله رقه وجمال واحساس،
يشبع النفس الجايعه تملى ، وبيرعانا من دون الناس!
تعرف انا جوزى كان متغرب، ويروح مشرق ومغرب
وانا عليا حمول الاولاد والبيت وكمان نراعى شغل الغيط

كنت أقوله يا ربى دول اولادك ، احرسهم انت بيمينك
وأصلى نهارى وليلى تملى، وقبل النوم أجيب إنجيلى
ونصلى ونقول تراتيل ، واحكى لعيالى حواديت
كانوا يناموا وافضل سهرانه، أصلى بيتنا حد الجبانه
والحرميه زمان كانوا كتار ، وكنت أخاف يسرقونا
مره بالليل شفت المارجرجس داير على حيطة البيت
 قالى متخفيش بيتك انا حارسه. قلتله انزل للبيت
بارك الاولاد، قام جه، صلاه وبارك الكل.
قلتله بارك البهايم  أصلى احنا منهم بنقتات.
 أبتسم القديس وقالى حاضر يا ست حكيمه
!
ومره كمان جاتنى العدراء، اصلى دى أم وبحالتى ادره
قلتلها انا بدى اشوفه؟ واخد بركة رجليه وكفوفه.
بصيت تانى ليله على السماء طوالى، جالى منها حبيبى الغالى
شكله جميل وكله نور وما تشبع من نظر عيونه
قالى انا جيتلك يا مبروكه، عشان انتى تملى بيت مفتوح
للغلبان وللفقير واللى مليهش حد يقوله كلمة خير.
قلتلها عاوزه تموتى وتروحيله؟ فضلت تبكى خالتى حكيمه!
قالتى انا  قلتله يارب خدنى ، ابقى معاك هناك تملى ،
قالى لسه ليكى رساله ، خليكى شمعه تضوى فى مصر
وانا هناك بعدلك مكان ومكانه وهتيجى بعد شويه تبقى معانا

سافرت بعدها خالتى حكيمة على الصعيد وانقطعت عنى الاخبار
فى الذكرى الاولى للشعب اما ثار، انتقلت حكيمة للاخدار
وقد ما فرحت زعلت، حسيت انى بجد خسرت.
وحدها حكيمه عنا بتصلى ، راحت السما وخدت الحكمة وياها!
بس لو ندور نلقاها فى قلبى وقلبك وجو قلوب الناس الطاهره .
اصلى الحكمة دى قداسة ونور ، متدخلش قلوب نجسه او مكاره.
عاوزه قلوب بسيطه وطاهره ، بتحب الخير ليها وللغير.
أصلى الحكمة نازله من عند الرب واللى بيدور عليها يلاقيها
واللى بيطلب من ربه يلاقى ، الحكمة ساكنه جواه
الحكمة فى قلبه ملازماه ، الحكمة  تملى واياه


Share

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter