Monday, February 7, 2011

الإقتداء بالمسيح

من قال انه ثابت فيه ينبغي انه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو ايضا
1يو 2 : 6

في الإقتداء بالمسيح
---------------------

في ظل الصراع القائم بين مملكة الخير ومملكة الشر نحتاج للاقتداء بمن يجعلنا في حكمة وسلام وقوة آبان التعامل مع الاخرين، و لاشك أنه سيكون من الجهل والغباء أن نتخذ في الحياة قدوة غير المسيح، ليس فقط لأن التاريخ يشهد على كماله وحكمته ومبادئه السامية، بل ولأن كل الذين تبعوه بكل قلوبهم لم يعوزهم شىء، كما لم يقوى عليهم شىء أيضا
وهكذ تصبح الحاجة ماسة للاقتداء بشخص المسيح في كل زمن ومكان، كما لكل نفس ترجو سلاما وبنيانا وإنتصار دائما على كل قوى الشر والظلمة والفساد
يعجبني القول المآثور الذي للفيلسوف الألماني نيتشه، والذى قال فيه: عندما تحارب بنفس أسلحة عدوك، فسوف تصبح مثله، هذا القول إن طبقناه في الواقع وفي ظل الصراع القائم بين مملكة الخير ومملكة الشر، ستكون النتيجة هي إما إنجرافنا إلى الشر إذا ما استخدمنا أسلحة الشر وإما وصولنا إلى الكمال والملكوت والإكليل إذا ما استخدمنا الأسلحة الروحية في مواجهة الشر .. ومن ثم تكون ثمرة طاعتنا للشر هي انخراطنا في الشر أما الاقتداء بالمسيح فيقودنا إلى النور والحق والإنتصار الدائم والحقيقي
ولاحظ معي صديقي ما يلي:


لا تتعب من أجل أن تصير مشهورا، لأن ليس الذين سعوا وراء الكرامة قد حظوا بالمجد، بل أولئك الذين أخفوا أنفسهم في ثوب الاتضاع ورفضوا كل ظهور وإكرام على الارض، هكذا فعل سيدك الذي قال مجدا من الناس لست اقبل. يو 5 : 41. لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم
في 2 : 9

إن أردت أن تكون حكيما مثل سيدك فعليك أن تعالج أولا ضعف إرادتك، لأنه لا نجاح للإنسان المتهاون في معالجة ضعفاته، كما أنه لا يمكن الفصل بين النجاح و الإرادة القوية، وإذا كان للحكمة دورا كبير في النجاح بالحياة فينبغي أن نجتهد في الصلاة من اجل أن تتقدس إرادتنا فيسهل علينا الوصول للحكمة والإمتلاء منها

لا تنسى أن عمل الرحمة يرفع الإنسان لمستوى المستحقين لامجاد الملكوت ورضا الله ورحمته، وإن كنت لا تعرف كيف تصنع رحمة بالأخرين فأنظر إلى الصليب وتأمل في غفران الله بالمسيح، انظر إلى عمل المسيح مع اللص اليمين، انظر إلى عمله ايضا مع السامرية والمرأة الخاطئة وتلك التى أمسكت في ذات الفعل والإبن الضال، انظر إلى عمله مع شاول الطرسوسى، تأمل صنيعة مع كل الذين لمسوه وطلبوا غفرانه و معونته وتدبيره فحظوا بخلاصه و رضاه ورحمته

الاقتداء بالمسيح محبة في المسيح، ومحبة المسيح تدفعنا لمحبة الأعداء، ومتى احببنا أعداءنا نكون قد سلكنا حسب الحق وإرادته

لا تطلب من أجل أن تصير معلما وصانعا للآيات والمعجزات، لأنه إن كانت لك الرغبة الصادقة في البنيان والنية النقية في عمل الخير والرحمة فسوف تأخذ ما يجعلك في فرح وشبع وإكتفاء، أما إذا كنت تطلب لكي تمجد ذاتك ويمدحك الاخرون فسوف لا تأخذ شيئا صالحا على الإطلاق، لان ليس الذي يسعى في طلب المجد هو المختار بل من يحسن صنعا كلما أخذ ويؤمن بعدل الله وحكمته عندما لا يأخذ

لا تحزن إن لم تحظى بمسالمة الاخرين وقبولهم لك، بل اجتهد أن تكون مزكى لدى الله بحفظ وصاياه والعمل بها فتنال من بركاته ما يجعلك أهلا لكي تنال نعمة في اعين الجميع.. لقد تحمل سيدك المزيد من الآلام نتيجة مقاومة اليهود له، ولكنه اعطى لنا بذلك اليقين بان الذي يصبر إلى المنتهى يحظى بالإنتصار والمجد أما العناد والمقاومة ومحبة الذات فتجلب على النفس أوجاعا لا تنتهي وأحزنا تكون سببا في فقداننا للمزيد من هبات الله ودعواته

صديقي، لا يمكن للمرء ان يحيا في سلام وسعادة وإنتصار بعيدا عن الإقتداء بالمسيح الذي هو ملك السلام وواهب السعادة وقائد المنتصرين، والذي يظن ان بمقدوره أن يكون في سلام وسعادة وإنتصار بعيدا عن المسيح فهو في الظلام وفي الظلام يسير. لك القرار والمصير



Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter