Wednesday, February 20, 2013

عــــاوز اتـكـلــــــم مــــــــع ... !




قــــــرع الــراهــــــــــــب الشاب باب قلاية الراهب الشيخ المفتوح في هدوء ، قائلاً : " أغابي ( محبة) " ، فلم يجب الشيخ كرر مرة ثانية فثالثة ، دون أجابة .
 اضطر الراهب أن يدخل إذ يعلم أن الشيخ مريض جداً .  دهش الراهب إذ  رأى الشيخ جالساً وبجواره رجل وقور   

قال الراهب الشيخ للشاب : " كيف دخلت دون أن يُسمح لك بذلك ؟" فتدخل
الضيف قائلاً : " دعه ، فإن الله يريده أن ينال بركة ! " استأذن الضيف وسلم على الراهبين ،

عندئذ سأل الشاب الشيخ : " من هو هذا الضيف الغريب ؟" أجابة الشيخ : " إن آداب الرهبنة تقتضي ألا تسأل في أمر لا يخصك !" أصرّ الشاب على التعرف على الضيف الفريد الذي عندما سلم عليه شعر بقوة تملأه ، وأخيراً قال الشيخ : سأخبرك بشرط ألا تخبر أحداً عنه حتى يوم رحيلي...لقد عانيت من الآم شديدة وأحسست أني غير قادر على القيام لفتح باب القلاية ، لذلك تركت الباب مفتوحاً حتى تستطيع الدخول .

إذ اشتدت بي الآلام جداً أمسكت بالكتاب المقدس مصدر تعزيتي ، وقد عرفته ليس كتاباً للقراءة بل للقاء مع الله الكلمة وملائكته وقديسيه من العهدين القديم والجديد . تعودت أن أمزج القراءة بالصلاة ، وأدخل مع إلهي في حوار ممتع ... فهو مصدر فرحي وسلامي وتعزيتي . أمسكت بالكتاب المقدس ، وإذ اشتدت بي الآلام جداً أحسست بالحاجة إلى صديق يعزيني . إني محتاج أن أتحدث مع إرميا النبي الباكي. فتحت مراثي إرميا ، ثم رفعت عيني إلى الله صارخاً : " إرسل لي إرميا النبي يعزيني !" وإذ بدأت أقرأ في سفر مراثي إرميا ظهر لي إرميا النبي ، ودخلنا معاً في حوار معز.  وها أنت قد دخلت القلاية لتجده يتحدث معي ، وكان لك نصيب اللقاء معه !

بلا شك أنك محتاج مثلي إلى أصدقاء يلازمونك ويسندونك. ليس صديق أعظم من الله الكلمة ، تلتقي معه حين تقرأ الكتاب المقدس ،أو الإعلان الإلهي المكتوب . خلاله تدخل في حوارٍ مع صديقك الإلهي بكونه الكلمة واهب الحياة معطي اللذة ، ومشبع النفس ، فتقول مع المرتل : " بكلامك أتلذذ " " بكلامك أحيا " " وجدت كلامك حلو فأكلته " مز 119.

خلال الإعلان السماوي المكتوب يرفع الروح القدس قلبك وفكرك وكل أعماقك إلى السماء ، فتسمع الصوت السماوي : " أنت سماء وإلى سماء تعود " بدلا من أنت تراب ( أرض ) وإلى تراب تعود !".

لا تجعل قراءة الكتاب المقدس لك روتيناً تلتزم بتنفيذه ولا تهدئة لضميرك ، وأنما خلاله تلتقي بالسمائيين مع القديسين تجد الكل معك يحبونك ويسندونك
 
Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter