Friday, April 25, 2014

الملك الصامت





 الملك الصامت


كَان النَّهَارُ مُظْلِماً 

سَاعَاته مُتَفْحَمَة 

يَوْمٌ حَزِينٌ

الليْلَةٌ كانت بالكَأْبَةُ مُفْعَمَةَ
 
لَبَسَتْ ثِيَاب الثُّكْلِ
 
آنّينَ قهْرٍ مزمنٍ

بَيْنَ اللصوصِ 

جَرَّوا البَرِئَ للْمَحْكمَةِ 

رَبَطُوا القُيُودَ 

أمَّا قيودِ المُوتِ كَانَت مُحْكَمَة 

فوق القلُوبِ
 
برياءٍ وشرورٍ مُحْجَمَة
 
عنْ حبِّ ربٍّ ارْتَضَى 

بأن يكون مُلَكَّمَةُ

نَسْيُوا ربَاط المَوْتِ 

أنَّا الرّوَائح مُزْكِمة 

يدٌ شَفَتْ وأبَرَّأْتْ ، قَدْ كبّلتْها الأحْزمَةُ 

يَدُّ لِوَاهَبِ ذِى الحياة ها أوْثَقَو بمُسَمَّرة
 
اقْدَام جَالَت فِى الْبِقَاعِ 

تَوَقَّفت 

تبَكَّمَت 

عُيُونٌ ما تَكَلَّمتْ 

نَفَذَتْ لصَخْرَةٍ أَنْكَرَتْ
 
وَجْهٌ جَمِيلٌ غطُّاه بصَاقٌ
 
صار لفمه أَكِمَّةٌ

نَزَعُوا ثِيابَهْ 

مرّ وعطْر 

كُرْسِيه بَاقٌ للدَّاهِرِين
 
جَسَدِ الوَحِيدَ الجِنْسُ
 
عَرَّوه بِخَزْى للنَّاظِرِين 

لمَّا اتْجَلَدْ ، وَقَفَ المَسِيحْ 

يُنْظَر وِجُوه الغَاضِبِينْ
 
يالَلْعَجِبْ ! مَلِكٌ فَصِيح 

زَيْنٌ لصَفّ الصامتينِ 

لِلظَّلْمِ لمْ يفْتَحُ فَاه 

لَكِنْ تَذَلْل للظَّالمِين 

مِثْل النَّعَاج الصَّامتة وَقْتَ الجَّزْزِ للْجَّازِزِينِ
 
وَهْوَ الحَمَلْ خَالِ العُيوبْ 
 
صَامَتْ امَام الذَّابِحِينِ

والثَّوْبُ 

كان القِرْمِزٌىْ 

قَلْبًا نَقِيًّا للمؤْمنينِ
 
والدَّمُّ
 
مِثْلُه قِرْمِزى
 
بَيّضَ ثياب المُفْتَدِيْنِ

بَيَّضْ ثِيَابىِ ياحَمَلْ 

إخْرجْنِى منْ ضِيقَ السِنِينِ


Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter