Thursday, December 8, 2011

حاجتنا إلي التوبة


التوبة

حاجتنا إلي التوبة

سئل أنبا بيمن، ما هي التوبة؟

فقال: الاقلاع عن الخطية وأن لا يعاود فعلها، لأنه لذلك دعي الصديقون لا عيب فيهم، لأنهم أقلعوا عن الخطية فصاروا صديقين


قال القديس مقاريوس الكبير

كما أن الماء اذا تسلط (سقط) علي النار يطفئها ويغسل كل ما أكلته. كذلك أيضا التوبة التي وهبها لنا الرب يسوع تغسل جميع الخطايا والأوجاع والشهوات التي للنفس والجسد معا


قال القديس موسي الأسود

من كان حكيما وعمله بحكمة فلا ينبغي له أن يسلم وديعته من دون أعمال صالحة كي يستطيع الخلاص من تلك الشدة

فلنحرص اذن بقدر استطاعتنا والرب يعين ضعفنا، لأنه قد عرف أن الانسان شقي ولذلك وهب له التوبة مادام في الجسد


أيها الحبيب، ما دامت لك فرصة فارجع وتقدم ﺇلى المسيح بتوبة خالصة، سارع قبل أن يغلق الباب فتبكي بكاء مرا، فتبلل خديك بالدموع بدون فائدة. اجلس وترقب الباب قبل أن يغلق.. أسرع واعزم علي التوبة، فان المسيح الهنا يريد خلاص جميع الناس وأتيانهم ﺇلى معرفة الحق وهو ينتظرك وسوف يقبلك


وقال مار اسحق

بالحقيقة أن المعمودية والايمان هما أساس كل خير، فيهما دعيت ليسوع المسيح لأعمال صالحة. بالايمان يدرك العقل الأسرار الخفية كما يدرك البصر المحسوسات

المعمودية هي الولادة الأولى من الله. والتوبة هي الولادة الثانية.. كذلك الأمر الذي نلنا عربونه بالايمان بالتوبة نأخذ موهبته

التوبة هي باب الرحمة المفتوح للذين يريدونه. وبغير هذا الباب لا يدخل أحد ﺇلى الحياة لأن الكل أخطأوا كما قال الرسول: وبالنعمة نتبرر مجانا.. فالتوبة اذن هي النعمة الثانية وهي تتولد في القلب من الايمان والمخافة. بر المسيح يعتقنا من بر العدالة، وبالايمان باسمه نخلص بالنعمة مجانا بالتوبة


سئل مرة مار اسحق: ما هي التوبة؟ فقال: قلب منسحق

التوبة هي أم الحياة، تفتح لنا بابها بواسطة الفرار من الكل، نعمة المعمودية التي ضيعناها بانحلال سيرتنا، تجددها فينا المعمودية بواسطة افراز العقل، من الماء والروح لبسنا المسيح ولم نحس بمجده، وبالتوبة ندخل النعيم، وبنعمة الأفراز التي لنا نتطهر. العادم من التوبة خائب من النعيم المزمع أن يكون، القريب من الكل بعيد عن التعزية، اما المبتعد عن الكل بافرازه فهو تائب بحق، توبة مع أحاديث تشبه خابية (وعاء ماء) مثقوبة

مبدأ التوبة هو الاتضاع الذي بلا زي مشوش

التوبة هي لباس الثياب الحسنة الضوئية

التوبة كثيرون يعدون ويتظاهرون بها، وليس من يقتنيها بتحقيق الا المحزون، وكثيرون يسرعون نحو الحزن، فلا يجده على الحقيقة الا الذي قد اقتنى الصمت على الدوام، كل من هو كثير الكلام ويخبر بأمور عجيبة، أعلم أنه فارغ من الداخل، الحزن الجواني هو لجام الحواس

من زل وأخطأ، وعرف سبب مرضه فأنه بسهولة يشفي بالتوبة


عواقب الخطية

قال الشيخ

لا يوجد أردأ من الانسان الخاطيء، لا الخنزير ولا الكلب ولا الضبع، لأن هذه البهائم قد حفظت رتبتها. أما الانسان الذي خلق على صورة الله ومثاله، فانه لم يحفظ طقسه. فالويل للنفس التي اعتادت الخطية، فأنها مثل الكلب الذي اعتاد زهومات اللحامين (الجزارين) وقاذوراتهم، فهو يضرب ويطرد، فاذا تخلى قليلا، عاد ثانية الى الزهومات، ولا يزال كذلك حتى يقتل


بستان الرهبان لآباء الكنيسة القبطية – التوبة – حاجتنا إلي التوبة. صفحة 271 - 272


Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter