Saturday, May 26, 2012

ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي




ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي 

ثار راهب علي أخيه الراهب وقذفه بكلمة جارحة ، وإذ اختلى بنفسه فى حديقة الدير هدأت أعصابه و بدأ يفكر بإتزان : " كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! أقوم الان وأعتذر لاخى " . بالفعل عاد الراهب إلي أخيه ، وفي خجل شديد قال له " أسف فقد خرجت هذه الكلمة عفوا مني ، اغفر لي ! "

قبل اخيه إعتذاره بحب ، لكن عاد الراهب ونفسه مُرة ، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه ، وإذ لم يسترح قلبه لما فعله التقي بأبيه الروحى واعترف بما ارتكبه ، قائلا له: " أريد يا أبي أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي "

قال له أبوه الروحي :"إن أردت أن تستريح إملأ سلة بريش الطيور ، واعبر علي كل قلالى الرهبان ، وضع ريشة أمام كل قلاية " . في طاعة كاملة نفذ الراهب ما قيل له ، ثم عاد إلي أبيه الروحي وقد ارتاحت نفسه قليلا نتيجة لصلوات الاب الروحى له فى غيابه ، فقال له ابوه الروحى "إذهب اجمع الريش من أمام الأبواب" .

عاد الراهب ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جدا أمام ابواب القلالى ، فعاد حزينا ... عندئذ قال له ابوه الروحى : "كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك . ما أسهل أن تفعل هذا ؟! و لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلي فمك لتحسب نفسك كأن لم تنطق بها !

فذهب الاب الراهب وقد تعلم درسا عمليا عن الاحتراس فى الكلام و اهميه الصمت فى كثير من الاحيان و تعلم ان يفكر فى كل كلمه يقولها قبل ان يتنطق بها لسانه .

لهذا ففي كل صباح إذ نرفع قلوبنا لله نصرخ مع المرتل : "ضع يا رب حافظا لفمي ، وبابا حصينا لشفتي " وايضأ اتذكر قول البابا شنودة حينما قال فى احد العظات " ان الكلمه التى تخرج من فمك تحسب عليك مهما قدمت عنها اعتذارا "

Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter