Wednesday, January 19, 2011

لا تشتهي وتفرح بهلاك الخطاة والمنافقين

لا تشتهي وتفرح بهلاك الخطاة والمنافقين، بل بالحري خلاصهم وسعادتهم الدائمة
-------------------------------------------------------------------------------------


هل مسرة اسر بموت الشرير يقول السيد الرب الا برجوعه عن طرقه فيحيا
(حز 18 : 23)


من العجيب أنه رغم ايصاء السيد ورسل المسيح بالمحبة ان نرى كثيرا من النفوس تفرح بهلاك البعض وتطلب من أجل أن لا يكون لها نصيبا في ملكوت الله وميراث الأبرار

بيد أن روح الانجيل ترشدنا إلى أن موت الأشرار والمنافقين ليس محبوبا لدى الله، بل كريم أمامه موت الذين انتقلوا في الإيمان، أو من أجل الإيمان.. لذا لا يسر الله بموت الأشرار والخطاة بل يرجو خلاصهم وأبديتهم جميعا، مهما كانت درجة مقاومتهم لروح النعمة التي تدعوهم للتحرر والحياة في ظل تبعية الحق

وبهذا تكون الضرورة موضوعه علينا أن نصلي من اجل الأشرار والخطاة والمسيئين، لأن في انتصارهم الأبدي مجدا لله وربحا عظيما لمكوته الابدي، كما أن إهمال ذلك لا مبالاه بخلاص المسيح ورفض للشركة في عمله وعدم اكتراث بتوقه لخلاص الجميع ونجاتهم

ولاحظ معي صديقي ما يلي:


+ لا يدفعك الشر وحب الانتقام لأن ترجو الهلاك الأبدي للمسيئين اليك لأنه مكتوب "لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير" وأيضا "أعطوا مكانا للغضب"، لذا كن حكيما في الحياة سيما في تعاملك مع الاخرين وتفكيرك من أجلهم، وأعلم أنه لو كان فكر الله مثل فكرك لفنيت الأرض بعدما قتل قايين أخاه هابيل

+ ان لم تستطع ان تكون قطبا في الكرازة فلا تكون سببا في شرود احد من حظيرة الإيمان، وإن لم تكن قد بدأت في مساعدة الاخرين للدخول في الإيمان وملكوت الله فلا تكون عنصرا في مقاومة الذين يرغبون في رضا الله وخلاصه، وإن لم تكن لك الغيرة المقدسة التي تجعلك سفيرا للحق والإيمان، فلا تكون مناهضا لعمل الله وخطته في خلاص الاخرين، وإن لم تكن تواقا لرؤية مجد و انتصار أولاد الله فلا تكون آلة الشيطان التي يستخدمها لتدمير سعادة وتعب ومثابرة أبناء الملكوت، وإذ لم تكن بعد مثل بولس محبا وعاملا من أجل إمتداد ملكوت الله والكرازة بالإنجيل فلا تكون من الذين أعطى لهم السيد الويل من أجل رفضهم لملكوت الله ومنع الاخرين من دخوله وإن لم تكون غيورا على الحق مثل المعمدان و السامرية وبولس فلا تكون سبب معاناة المؤمنين مثلما كان ديوتريفس وكل الهراطقة

+ يقرر لنا الرب مراحمه والروح مواهبه وعطاياه عندما يجد فينا الاهتمام بمصير الاخرين ونوالهم الطوبى والسعادة الدائمة، ولا عجب بعد ذلك عندما نرى مؤازرة الروح المستمرة والقوية في حياة الكارزين الذين امتلأت قلوبهم غيرة على خلاص الاخرين وباتت فيه النية الصادقة في عودة الضال ومشاركته في الموعد والميراث الذي للابن والمختار، أما الذين أهملوا السعي في رد الخاطىء عن طريق ضلالته وفي التعب من أجل تمسكه بميراثه الأبدي فقد لحق بهم الحزن والضعف والفشل، بل والصغر في ملكوت الله وأعين القديسين

+ المؤمن الحقيقي لا يصلي فقط من اجل المظلومين والذين تعبوا وتألموا من اجل الحق، بل وأيضا من أجل كل العتاة والأشرار والمجرمين، إذ هم خطاة يحتاجون لنعمة الله وخلاصه لكي يكونوا أهلا للحياة الأبدية وميراث القديسين، فكم نفوس ضلت واستطاعت قوة الصلاة أن تردهم ثانية للحق ومعرفة الله و الإيمان به، وكم نفوس كانت سببا في معاناة المؤمنين استطاعت روح الصلاة بنفس واحدة أن تصنع منهم قديسين ومباركين إلى أبد الدهور، وكم نفوس كرست حياتها من أجل محاربة الكنيسة وأفكارها وتغيرت إلى الحق وطاعة الإنجيل ثمرة الصلاة من أجلها.. هذا ما يخبرنا به الانجيل ويؤكده لنا بسرده لقصة إيمان شاول الطرسوسي (بولس الرسول) وتوبة أنسيمس وكل الذين دخلوا الإيمان في زمن الكنيسة الاولى ثمرة عمل الروح القدس وعمل الآباء الرسل من صلاة وجهاد وإيمان

+ الرحمة تدفعنا للاهتمام بكل نفس، فالجميع في حاجة للرحمة، فمن لا يحتاج لمد يد العون بسبب ظروفه المادية يحتاج للمساعدة من أجل بنيان حياته الروحية، فليس مبررا لدى الله ذلك الذي يعشر النعنع والشبث والكمون وينسى الصلاة من أجل الذين يحتاجون لنور الإيمان بالمسيح يسوع و الذي يضمن لهم سعادة الأبدية وميراث القديسين.. إن السماء لا تفرح بموت الخاطىء بل بتوبه ورجوعه، كما تعلمنا كلمات الحق في لو 15، وما أكرم الذين يعرفون فكر السماء ويعتبرونه كثيرا جدا في حياتهم وسائر أعمالهم

فيا شهداء الحق صلوا من اجل كل الذين اهتموا بعشور النعنع والشبث والكمون ونسوا الحق والرحمة والإيمان، ومن أجل كل الأشرار والمجرمين والخطاة لكي تشرق عليهم شمس البر فتتبدد من حياتهم ظلمات الشر والقساوة والانحراف وينعموا بمعرفة الحق ويكونوا أهلا لميراث ملكوت السموات وسعادة الحياة الدائمة

صديقي، لا يفرح قلب الله بموت الخطاة بل بخلاصهم وآبديتهم السعيدة، لذا صلي من اجل كل البعيدين عن الحق والنور لكي تشرق عليهم شمس البر فيستحقوا السعادة والملكوت ومواعيد الله للأبرار، لان في هذا مجد لله وتحقيقا للانجيل الذي اوصى بالمحبة والبحث عن الضال وجذب البعيدين للبر، لك القرار والمصير



Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter