Friday, November 19, 2010

لماذا إغفر لهم يا أبتاه؟

أليس السيد المسيح له سلطان أن يغفر الخطايا ، كما قال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك" (مر 2: 5). "ولكن لكي تعلموا أن لابن اﻹنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا" (مر 2: 10) فلماذا وهو علي الصليب، طلب المغفرة للناس من الآب قائلاً "يا أبتاه أعفر لهم.." (لو 23: 34).


السيد المسيح كان علي الصليب ممثلاً للبشرية المحكوم عليه بالموت..

وهو كإبن للإنسان قد مات عن البشرية – علي الصليب – لكي يخلصها. وذلك بأن يدفع للعدل الإلهي، ثمن الخطية الذي هو الموت (رو 6: 23). فلماذا دفع هذا الثمن بسفك دمه علي الصليب، قال "يا أبتاه أغفر لهم" بمعني: الآن وقد استوفي العدل الإلهي حقه، يمكن أيها الآب أن تغفر لهم. أنا دفعت لك ثمن خطيتهم. وقد وضعت علي إثم جميعهم (أش 53: 6). ومادمت قد مت عنهم، لم يعودوا هم مستحقين للموت. فأغفر إذن لهم. ومادام الابن الوحيد قد بذل نفسه عنهم، إذن هم لا يهلكون بعد (يو 3: 16). فقد محيت خطاياهم بالدم.

ومادامت خطاياهم قد محيت بالدم، أذن قد أستوفي العدل الإلهي حقه، واصبحوا مستحقين للمغفرة. فاغفر لهم، لأنهم أصبحوا يرتلون قائلين عني: "الذي أحبنا، وقد غسلنا من خطايانا بدمه " (رؤ 1: 5). وطبعاً هذه المغفرة التي طلبها الفادي من الاب، او من عدله الإلهي، لا تعطي إلا للذين يؤمنون (يو 3: 16)، ويعتمدون (مر 16: 16)، (أع 2: 38)، ويتوبون … ألخ

كما أن السيد المسيح قد قدم لهم عذراً. قائلاً "لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" (لو 23: 34)، اي لأنهم لا يعرفون أن هذا المصلوب هو إبن الله الوحيد. وكما قال الرسول "لأنهم لو عرفوا، لما صلبوا رب المجد" (1 كو 2: 8)
هنا السيد المسيح يتكلم باعتبارة الفادي، النائب عن البشرية الذي يموت عنها، ويقدم نفسه ذبيحة للأب عنها



Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter