الاقباط متحدون / الكنيسة العمرانية
بقلم: القمص أثناسيوس جورج
تتحرك جنود عالم الظلمة بتعصب أعمى وجهالة نحو كل من عزم على بناء كنيسة٬ ففي "العمرانية" تركت الدولة عشوائية المباني والعمارات الآيلة للسقوط٬ تركت الأبراج وقرارات الإزالة والمخالفات والفساد وكل التجاوزات٬ وتفرغت فقط لكنيسة تُبنى؛ فأرسلت لها فَيْلقًا عسكريًا٬ وكأن الأقباط الذين يعبدون ربهم في بلدهم قد أجرموا لأن القوانين الهميونية قد فُصِّلت من أجلهم حتى يستحيل عليهم بناء كنيسة. كان الأمن يحاول أن يُشرك مواطنين من المسلمين في هذا الهجوم٬ إلا أن هذا لم يحدث!!
فالكنيسة هي المبنى الوحيد في "مصر" الذي عند بنائه تطلق الدولة رصاصها وقنابلها المسيلة للدموع وتشتبك مع المواطنين بالحجارة والعصي الغليظة٬ بينما هذا الأمن نفسه هو الذي يحرس المظاهرات الطائفية ويستحسنها بل ويشرف عليها، ويتعامل معها بالبشاشة والترحاب.
إن المشاهد للصور الرقمية المسجَّلة على اليوتيوب، يرى الطريقة السادية والعنصرية وقبح التعصب الذي تتعامل به الدولة مع المواطنين! قوات مدرّعة قبالة مواطنين عُزّل يطلبون كنيسة لعبادتهم في منطقة ذات كثافة. ولأن الأمر درب من المستحيل، وقفوا بصدورهم أمام القنابل والمصفحات التي أتت لمصادرة حقهم في العبادة٬ لا لسبب إلا لأنهم مسيحيين. ولأن المبنى كنيسة، لذلك قام الأمن بتحطيم المعدات وأدوات البناء وضربوا بالذخيرة الحية، والذين نُقلوا إلى المستشفيات مجروحين كانوا مقيدين بالحديد توطئة لاعتقالهم. فماذا يا ترى لو حدث ذلك في دور عبادة آخر؟!!
لقد تراكمت التعديات وطفحت حتى شعر هؤلاء الأقباط أنهم ليسوا مواطنين٬ وأنهم غير قادرين أن يحتفظوا بحقوقهم الدستورية والتي من بينها حق العبادة؛ لذلك وقفوا بسواعدهم يتسابقون لبناء بيت الرب حتى ولو خلسة.
إنني لا أدري سر كراهية النظام لعمَّال بناء الكنائس تحديدًا٬ فهُم أول من يتم القبض عليهم؟!! وما سر كراهية النظام لخلاطات الأسمنت المستخدمة في مشروعات بناء الكنائس؟!! لقد فقد الشعب صوابه أمام العنت والتضييق ومراوغة الأجهزة؛ فاستقووا بالله مخلصهم وملجأهم٬ وتسلحوا بالصلاة والدعاء والغيرة٬ فهل يستكثر عليهم أحد أن يبنوا كنيستهم؟!! وهل يستكثر عليهم أحد أن يحرسوا حُرمتهم وإيمانهم وكنيسة أجدادهم؟!! أم لأنهم تورَّعوا أو قل تجرأوا وفعلوا فقُتل وجُرح وقُبض على الكثيرين منهم؟!!
إن شجاعة أبناء الشهداء هي أيضًا ردة فعل تجاه الغُبن والمذلة التي تتفنن فيها جهات الإختصاص. فها هم يقدِّمون أنفسهم من أجل بناء كنيستهم٬ محبين لمسيحهم.. متكلين عليه في عفوية.. ممجدين الحي الذي يُخرِج من الجافي حلاوة.
فالكنيسة لا تُبنى فقط بالطوب والأسمنت، لكن بالإيمان والغيرة والعطاء. ولابد وأن هذه الضيقات ستأتي بثمارها٬ فندرك كيف أن كنيستنا غالية وتزرع فينا المحبة والهدوء والوداعة التي بلا ضعف.. وعلينا أولاً وقبل كل شيء أن لا ننخدع بالنظر إلى الأيادي التي تُصلب آمالنا ومواطنتنا٬ أو أن يتوه عقلنا في خبث نيات المتربصين، لكن لنثبّت أنظارنا نحو اليد الإلهية من حيث تأتي معونتنا٬ والتي لولاها لأبتلعونا ونحن أحياء٬ تلك اليد التي مهما ثقل صليبنا ومهما تمادى الأشرار في التثقيل بالحمل الموضوع على كتفنا٬ فإن اليد الإلهية تقيس بدورها مقدار ما يناسب من ثقل المجد المقاب.
ليتنا أيضًا نتمسك بمواعيد الغلبة الموعودة لنا، وأن نحفظ سلامنا؛ لأن بناء الكنيسة هو بناؤنا كحجارة حية مرصوصة٬ متضرعين جميعًا لله أن يحفظ بلادنا "مصر" التي باركها بحضوره، وأن يحرس قطيعه الذي فيها، وأن يجعل هذه الكرمة تثمر٬ هذه التي غرستها يمينه
بقلم: القمص أثناسيوس جورج
تتحرك جنود عالم الظلمة بتعصب أعمى وجهالة نحو كل من عزم على بناء كنيسة٬ ففي "العمرانية" تركت الدولة عشوائية المباني والعمارات الآيلة للسقوط٬ تركت الأبراج وقرارات الإزالة والمخالفات والفساد وكل التجاوزات٬ وتفرغت فقط لكنيسة تُبنى؛ فأرسلت لها فَيْلقًا عسكريًا٬ وكأن الأقباط الذين يعبدون ربهم في بلدهم قد أجرموا لأن القوانين الهميونية قد فُصِّلت من أجلهم حتى يستحيل عليهم بناء كنيسة. كان الأمن يحاول أن يُشرك مواطنين من المسلمين في هذا الهجوم٬ إلا أن هذا لم يحدث!!
فالكنيسة هي المبنى الوحيد في "مصر" الذي عند بنائه تطلق الدولة رصاصها وقنابلها المسيلة للدموع وتشتبك مع المواطنين بالحجارة والعصي الغليظة٬ بينما هذا الأمن نفسه هو الذي يحرس المظاهرات الطائفية ويستحسنها بل ويشرف عليها، ويتعامل معها بالبشاشة والترحاب.
إن المشاهد للصور الرقمية المسجَّلة على اليوتيوب، يرى الطريقة السادية والعنصرية وقبح التعصب الذي تتعامل به الدولة مع المواطنين! قوات مدرّعة قبالة مواطنين عُزّل يطلبون كنيسة لعبادتهم في منطقة ذات كثافة. ولأن الأمر درب من المستحيل، وقفوا بصدورهم أمام القنابل والمصفحات التي أتت لمصادرة حقهم في العبادة٬ لا لسبب إلا لأنهم مسيحيين. ولأن المبنى كنيسة، لذلك قام الأمن بتحطيم المعدات وأدوات البناء وضربوا بالذخيرة الحية، والذين نُقلوا إلى المستشفيات مجروحين كانوا مقيدين بالحديد توطئة لاعتقالهم. فماذا يا ترى لو حدث ذلك في دور عبادة آخر؟!!
لقد تراكمت التعديات وطفحت حتى شعر هؤلاء الأقباط أنهم ليسوا مواطنين٬ وأنهم غير قادرين أن يحتفظوا بحقوقهم الدستورية والتي من بينها حق العبادة؛ لذلك وقفوا بسواعدهم يتسابقون لبناء بيت الرب حتى ولو خلسة.
إنني لا أدري سر كراهية النظام لعمَّال بناء الكنائس تحديدًا٬ فهُم أول من يتم القبض عليهم؟!! وما سر كراهية النظام لخلاطات الأسمنت المستخدمة في مشروعات بناء الكنائس؟!! لقد فقد الشعب صوابه أمام العنت والتضييق ومراوغة الأجهزة؛ فاستقووا بالله مخلصهم وملجأهم٬ وتسلحوا بالصلاة والدعاء والغيرة٬ فهل يستكثر عليهم أحد أن يبنوا كنيستهم؟!! وهل يستكثر عليهم أحد أن يحرسوا حُرمتهم وإيمانهم وكنيسة أجدادهم؟!! أم لأنهم تورَّعوا أو قل تجرأوا وفعلوا فقُتل وجُرح وقُبض على الكثيرين منهم؟!!
إن شجاعة أبناء الشهداء هي أيضًا ردة فعل تجاه الغُبن والمذلة التي تتفنن فيها جهات الإختصاص. فها هم يقدِّمون أنفسهم من أجل بناء كنيستهم٬ محبين لمسيحهم.. متكلين عليه في عفوية.. ممجدين الحي الذي يُخرِج من الجافي حلاوة.
فالكنيسة لا تُبنى فقط بالطوب والأسمنت، لكن بالإيمان والغيرة والعطاء. ولابد وأن هذه الضيقات ستأتي بثمارها٬ فندرك كيف أن كنيستنا غالية وتزرع فينا المحبة والهدوء والوداعة التي بلا ضعف.. وعلينا أولاً وقبل كل شيء أن لا ننخدع بالنظر إلى الأيادي التي تُصلب آمالنا ومواطنتنا٬ أو أن يتوه عقلنا في خبث نيات المتربصين، لكن لنثبّت أنظارنا نحو اليد الإلهية من حيث تأتي معونتنا٬ والتي لولاها لأبتلعونا ونحن أحياء٬ تلك اليد التي مهما ثقل صليبنا ومهما تمادى الأشرار في التثقيل بالحمل الموضوع على كتفنا٬ فإن اليد الإلهية تقيس بدورها مقدار ما يناسب من ثقل المجد المقاب.
ليتنا أيضًا نتمسك بمواعيد الغلبة الموعودة لنا، وأن نحفظ سلامنا؛ لأن بناء الكنيسة هو بناؤنا كحجارة حية مرصوصة٬ متضرعين جميعًا لله أن يحفظ بلادنا "مصر" التي باركها بحضوره، وأن يحرس قطيعه الذي فيها، وأن يجعل هذه الكرمة تثمر٬ هذه التي غرستها يمينه
No comments:
Post a Comment