رسالة من راعي الأبرشية نيافة الحبر الجليل مار أسطاثيوس متى روهم إلى الرئيس العراقي
فخامة الأستاذ جلال الطالباني
رئيس جمهورية العراق الأكرم
تحية طيبة وبعد:
بحزن وألم عميقين تلقى العالم بأسره أخبار العدوان الإجرامي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، الذي يعد حلقة جديدة في مسلسل الإرهاب الذي يشهده العراق العزيز منذ سنوات مديدة. وأمام هذه الجريمة النكراء التي استهدفت الناس الآمنين لا بد من التوقف عندها والوقوف على نتائجها وأبعادها.
فالمسيحيون المشرقيون يرون فيها محاولة خبيثة لتغيير ديموغرافية العراق، ومخالفة صريحة للنواميس الإلهية ولقانون الطبيعة، وهي من صنع أبناء الجهل والظلمة في هذا العالم. فثقتنا الكبيرة في العراق حكومة وشعباً تدفعنا إلى تحميل الجميع مسؤولية حماية العراقيين المسيحيين وتأمين وسائل الأمن والاستقرار لهم. وإن استمرارية هذا المسلسل الدامي، والصراع السياسي القائم، يضعف كيان الدولة ويزعزع ثقة المواطنين فيها، ومن واجبنا هنا، أن نذكر أخوتنا المسلمين بأن للمسيحيين في هذا الشرق حق عليهم في حماية النفوس والكنائس والممتلكات، وهذا ما دأب عليه الإسلام عبر التاريخ. وأما من يخرج على الحديث الشريق: «من آذى ذمياً فقد آذاني»، يكون قد خرج على إسلامه، وأصبح غريباً عن مكارم الأخلاق.
نناشدكم، يا فخامة الرئيس، باتخاذ الاجراءات الشديدة لمكافحة أبالسة الإرهاب وأعوانهم، وتأمين الحماية اللازمة للمواطنين كافة، وخاصة للمسيحيين وبقية الطوائف التي أصبحت قلة في نسيج المجتمع العراقي، ولكنها جزء أساسي فيه، ولا يستغنى عنها في لوحة العراق الجميل.
نتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ليتغمد شهداء كنيسة سيدة النجاة وجميع شهداء العراق برحمته الواسعة ويسكنهم جنان النعيم الخالدة، وليمن على الجرحى بالشفاء العاجل، ويسكب بلسم العزاء على قلوب ذويهم، ويعزز اللحمة الوطنية بين العراقيين لينهضوا بوطنهم الجريح نحو مستقبل أفضل.
وفقكم الله حكومة وشعباً لتحققوا الخير والسلام في جميع أرجاء العراق العزيز.
الحسكة في 5/11/2010
بإخلاص من
أوسطاثيوس متى روهم
مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس
نقلاً عن موقع البطريركية
فخامة الأستاذ جلال الطالباني
رئيس جمهورية العراق الأكرم
تحية طيبة وبعد:
بحزن وألم عميقين تلقى العالم بأسره أخبار العدوان الإجرامي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد، الذي يعد حلقة جديدة في مسلسل الإرهاب الذي يشهده العراق العزيز منذ سنوات مديدة. وأمام هذه الجريمة النكراء التي استهدفت الناس الآمنين لا بد من التوقف عندها والوقوف على نتائجها وأبعادها.
فالمسيحيون المشرقيون يرون فيها محاولة خبيثة لتغيير ديموغرافية العراق، ومخالفة صريحة للنواميس الإلهية ولقانون الطبيعة، وهي من صنع أبناء الجهل والظلمة في هذا العالم. فثقتنا الكبيرة في العراق حكومة وشعباً تدفعنا إلى تحميل الجميع مسؤولية حماية العراقيين المسيحيين وتأمين وسائل الأمن والاستقرار لهم. وإن استمرارية هذا المسلسل الدامي، والصراع السياسي القائم، يضعف كيان الدولة ويزعزع ثقة المواطنين فيها، ومن واجبنا هنا، أن نذكر أخوتنا المسلمين بأن للمسيحيين في هذا الشرق حق عليهم في حماية النفوس والكنائس والممتلكات، وهذا ما دأب عليه الإسلام عبر التاريخ. وأما من يخرج على الحديث الشريق: «من آذى ذمياً فقد آذاني»، يكون قد خرج على إسلامه، وأصبح غريباً عن مكارم الأخلاق.
نناشدكم، يا فخامة الرئيس، باتخاذ الاجراءات الشديدة لمكافحة أبالسة الإرهاب وأعوانهم، وتأمين الحماية اللازمة للمواطنين كافة، وخاصة للمسيحيين وبقية الطوائف التي أصبحت قلة في نسيج المجتمع العراقي، ولكنها جزء أساسي فيه، ولا يستغنى عنها في لوحة العراق الجميل.
نتوجه بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ليتغمد شهداء كنيسة سيدة النجاة وجميع شهداء العراق برحمته الواسعة ويسكنهم جنان النعيم الخالدة، وليمن على الجرحى بالشفاء العاجل، ويسكب بلسم العزاء على قلوب ذويهم، ويعزز اللحمة الوطنية بين العراقيين لينهضوا بوطنهم الجريح نحو مستقبل أفضل.
وفقكم الله حكومة وشعباً لتحققوا الخير والسلام في جميع أرجاء العراق العزيز.
الحسكة في 5/11/2010
بإخلاص من
أوسطاثيوس متى روهم
مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس
نقلاً عن موقع البطريركية
No comments:
Post a Comment