Tuesday, December 28, 2010

التفكير المتأخر

إنسان بدلاً من أن يفكر فى نتائج عمله قبل أن يقدم على عمله، تراه يعمل دون تفكير في العواقب. ثم بعد أن يعمل، يبدأ في أن يفكر في نتائج عمله، بعد أن فاتت الفرصة. إنه التفكير الخاطئ المتأخر.. إنسان آخر ينذر نذراً، دون يفكر قبل النذر هل باستطاعته الوفاء به أم لا.. ثم بعد أن يتم النذر يبدأ أن يفكر.. و يحاول أن يغير أو يبدل، و أو يعلن عجزه.. إنه تفكير متأخر، يحدث بعد وقته المناسب

وإمرأة تضيع زوجها، بنوع من المعاملات يفقدها محبته، أو طاعة لنصيحة خاطئة من أحد أقربائها. وترفض كل التدخلات للصلح. وبعد أن يكرهها زوجها ولا يعود يتصور المعيشة معها، حينئذ تبدأ تفكر في أن فقدها لزوجها و لا يعود يتصور المعيشة معها، حينئذ تبدأ تفكر في أن فقدها لزوجها ليس من صالحها.. و لكنه تفكير متأخر يأتي بعد فوات الفرصة. وأب لا يربي إبنه تربية حسنة، ويظن أن التدليل هو دليل الحب و يشب الولد على عدم الطاعة، وعلى الإستهتار واللامبالاة، وترشخ فيه هذه الأخطاء كطباع، ويصبح مرارة قلب لأبيه وأمه وأخوته ولكل المتصلين به. وهنا يفكر الأب في تغيير اسلوبه واستخدام الحزم معه. بعد فوات الفرصة.. ويفشل الأب، لأن تفكيره جاء متأخراً

لا يكفى أن يكون للإنسان فكر صالح، إنما يجب أيضاً أن يكون هذا الفكر متيقظاً من بدء الطريق، ولا يأتى بعد فوات الفرصة

لقد رجعت العذارى الجاهلات بمصابيحهن إلى الرب، و لكن بعد أن أغلق الباب. ولم يدخلن. وقد قامت عذارء النشيد لتفتح الباب لحبيبها، ولكن بعد أن تحول و عبر.. لذلك قالت: نفسى خرجت حينما أدبر، طلبته فما وجدته، دعوته فما أجابني

كثيرون جاء تفكيرهم متأخراً، فلم يستفيدوا، وعاشوا في ندم دائم وحسرة.. مثلما حدث لعيسو الذي طلب التوبة بدموع، و لم تعط له لأنه جاء بعد أن أنتقلت البكورية و البركة إلى يعقوب، أنتهى الأمر

ما أجمل قول المزمور: أنا أستيقظ مبكراً. حقاً "الذين يبكرون إلى يجدونني" يبكرون في الفكر



Share

No comments:

Post a Comment

Facebook Comments

Popular Posts

My Blog List

Twitter